شبكة يافا الإخبارية
https://t.me/yaffaps
حماس تشتغل على "نصر" الصورة للتغطية على خسائر الميدان | شبكة يافا الإخبارية

حماس تشتغل على "نصر" الصورة للتغطية على خسائر الميدان

شبكة بافا الاخبارية |  حرصت حركة حماس خلال إطلاق أربع من المجندات الإسرائيليات على صناعة صورة تظهرها في موقف المنتصر سياسيا وأخلاقيا على إسرائيل بأن قدّمت الرهينات الأربع في مشهد احتفالي وهن يرفعن أياديهن تعبيرا عن الفرح، كما لو أنهن لم يبقين لأكثر من عام تحت الأرض، في وقت يقول فيه مراقبون فلسطينيون إن حماس تشتغل على “نصر الصورة” للتغطية على الخسائر الميدانية الكبرى في القطاع.

ويتزامن تركيز حماس على تحسين صورتها مع تقرير صادم للأمم المتحدة يؤكد أن الحرب، التي خطط لها رئيس حماس يحيى السنوار قد قضت على 60 عاما من التنمية في غزة.

وصعدت الرهينات الأربع إلى منصة في مدينة غزة وسط حشد كبير من الفلسطينيين. ولوّحن بأيديهن وابتسمن قبل التوجه إلى سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سلمتهن إلى القوات الإسرائيلية.

وكانوا يحملون بنادق وقاذفات صواريخ. واحتشد حولهم الآلاف من سكان غزة ملوّحين بالعلم الفلسطيني، في استعراض للقوة والإيحاء بأن حماس هي من انتصرت على الأرض وكانت الرهينات كارينا أرئيف ودانييلا جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباج يتمركزن في موقع مراقبة على حدود غزة عندما خطفهن مسلحون من حماس خلال اجتياح قاعدتهن في هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وصفق آباء الرهينات وصاحوا فرحا عندما رأوا صورة بناتهم على الشاشات، بينما كانوا يتابعون عملية التسليم مباشرة من داخل قاعدة عسكرية قريبة من الحدود. وفي تل أبيب، تجمع المئات من الإسرائيليين في ما يسمى ساحة الرهائن، وهم يبكون ويعانقون بعضهم ويرددون هتافات بينما يشاهدون عملية التسليم على شاشة عملاقة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الرهينات التقين مع أسرهن بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحهن.

ونشر الجيش الإسرائيلي صورا ظهرت فيها الرهينات وهن يحتضن آباءهن بشدة بينما علت الابتسامة وجوههن.

ويغفل الاستثمار السياسي الذي تقوم به حماس لتبادل الرهائن والأسرى عن حقائق الميدان، وما أفضت إليه الحرب من دمار كامل في القطاع وإعادته إلى عقود ماضية ومحت كل المساعدات التي قدمها العالم للقطاع بجرة قلم من السنوار.

وكشف برنامج “ما خفي أعظم” الذي بثته قناة الجزيرة ليلة الجمعة/السبت أن السنوار كان قد خطط لكل شيء قبيل الحرب وبعلم من كبار قيادات حماس.

وأكد البرنامج أن السنوار كان يتجول بين أنقاض غزة وكان مدركا لحجم الدمار الذي خلفته الحرب، وأن الدمار لم يكن يعنيه، ما كان يعنيه هو تسجيل مشاهد عن بطولاته لاستثمارها ما بعد الحرب في رصيده الشخصي ورصيد حماس.

وتجنب البرنامج ومعلقوه الإشارة إلى مستوى سعي حماس لجر الإسرائيليين إلى تدمير أوسع في القطاع.

وقضت الحرب التي استمرت 15 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة على 60 عاما من التنمية، وسيكون من الصعب جمع عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار، وفق ما قال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال أخيم شتاينر الذي قابلته وكالة فرانس برس في منتدى دافوس الاقتصادي، إن حوالي ثلثَي المباني في القطاع الفلسطيني دُمِّر أو تضرر بسبب القصف المكثف للجيش الإسرائيلي، وستكون إزالة 42 مليون طن من الأنقاض عملية خطرة ومعقدة.

وأضاف “من المرجح أن يكون ما بين 65 و70 في المئة من المباني في غزة دمر بالكامل أو تضرر، لكننا نتحدث أيضا عن اقتصاد تم تدميره، مع تقديرنا أن حوالي 60 عاما من التنمية ضاعت في هذه الحرب خلال 15 شهرا“.

وأوضح شتاينر أن “مليونَي شخص يعيشون في قطاع غزة خسروا منازلهم، لكنهم خسروا أيضا البنية التحتية العامة وأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة إمدادات مياه الشرب وإدارة النفايات“.

وشدد على أن “كل هذه البنى التحتية والخدمات الحيوية ببساطة غير موجودة” مشيرا إلى أنه رغم ضخامة هذه الأرقام، فإن مشاعر “اليأس لدى الناس ليست مجرد أمر يمكن إظهاره في الإحصاءات“.

ولفت المسؤول إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس وطبيعته “المتقلبة” يصعّبان توقّع المدة التي ستحتاج إليها عملية إعادة الإعمار، وفي الوقت الحالي تفضل الأمم المتحدة التركيز على المساعدات الطارئة.

وتابع “عندما نتحدث عن إعادة إعمار، لا نتحدث عن سنة أو سنتين (…) ستستغرق العملية سنوات طويلة قبل بدء إعادة بناء البنية التحتية المادية وإعادة بناء الاقتصاد بالكامل“.

وأشار إلى أن “الناس كانت لديهم مدخرات. كانت لديهم قروض. استثمروا في أعمال تجارية. لقد ضاع كل ذلك. وبالتالي نحن نتحدث عن المرحلة المادية والاقتصادية، وحتى، بطريقة ما، عن المرحلة النفسية والاجتماعية لإعادة الإعمار“.

وقدّر أن مرحلة إعادة الإعمار المادية وحدها ستكلف “عشرات المليارات من الدولارات،” مضيفا “نواجه صعوبة هائلة في جمع هذه المبالغ“.

ويشكل حجم الركام الذي ستتوجب إزالته وإعادة تدويره تحديات هائلة.

وأوضح شتاينر “هذه ليست عملية بسيطة تتمثل في تحميل (الركام) ونقله إلى مكان ما. هذه الأنقاض خطرة (…) لا تزال هناك جثث ربما لم يتم انتشالها. وهناك ذخائر وألغام غير منفجرة“.

وأضاف “هناك خيار إعادة التدوير. من الممكن إعادة تدوير هذه المواد واستخدامها في عملية إعادة الإعمار،” لافتا إلى أن “الحل المؤقت يتمثل في نقل الركام إلى مطامر ومستودعات مؤقتة من حيث يمكن نقلها بعد ذلك لمعالجتها أو التخلص منها بشكل دائم“.

وفي الانتظار، إذا استمرت الهدنة، ستكون هناك حاجة إلى كميات هائلة من البنى التحتية المؤقتة.

وقال شتاينر “لقد تعرضت كل المدارس والمستشفيات تقريبا لأضرار جسيمة أو دمرت. ما حدث هو دمار غير عادي“.

- نقلا عن صحيفة العرب